نظرة الوداع الأخيرة … هل تعرفها حقاُ …؟؟


من اخترع هذا المصطلح القاسي في وداع المحبين
هل تعرف الفارق الزمني والبعد الانساني بين النظرة الأولى والأخيرة
حين تلقي بناظريك على جسد بارد وتهبه تلك النظرة الأخيرة
حين يتمددّ أمامك ذاك الكائن الذي شاركته الضحك والبكاء
وقضيت معه قليلا من وجعك وكثيرا من أنفاسك في الحياة
لتأتي تلك الحظة التي تصفعه بالنظرة الأخيرة …؟

بعض الناس يعبروننا دون أثرّ يُذكر وبعضهم يتركون لنا بصماتهم
بعضهم لا يعبروننا ولكنهم يعبرون فوقنا وبعضهم نتمنى عبورهم ولا يعبرونا ابدا
أصعب مافي عبور الآخرين هو ذاك الأثر المدوي الذي يخلفونه ورائهم بكل قسوة
لأننا في لحظة مواجهة الوداع سنكتشف مساحات الضعف التي حاولنا أن نخفيها بوجودهم
وأننا نملك رصيدا من الهزيمة يدعونا للضعف والجبن والهرب من القاء تلك النظرة الأخيرة ..؟؟

حين لا تجد نفسك سوى رقما مكررا في معادلات الناس وأحاجي الحياة
تخاف حينها أن تسقط في الطرح والقسمة والضرب وتحاول جاهدا
ان تربط نفسك معهم بالجمع …ذاك أن عملية الجمع تعطيك القدرة على
التكاثر الفكري والتناسل الشعوري والاستمرار الوجودي
وأي عملية غيرها سترميك ناتجا يفقد قيمته في كل مرة وعددا ناقصا من نفسه
عددا لن يغريك ابدا أن تمارس عملية الجمع في النظرة الأخيرة …؟؟

نحن لا نعرف وزن وجودهم في حياتنا حتى يختفوا من احدى كفتي الحياة
وينتقلوا فجأة الى كفة الموت ..حينها يصيبنا فيضان صور بذاكرة ممتلئة بهم
تضحك أو تبكي للمواقف واللحظات والأماكن والأوقات التي تمر على رأسك كأنه فيلم سينمائي
تضحك أو تبكي لا فرق أبدا لأن الشعور هنا يفقد هيبته ولا يعرف كيف يشرح نفسه
حينها تواجه ذاك الموقف الذي يجبرك بشكل أو بآخر أن تمارس آخر عمليبة استبصار له
وأخذ لقطة فوتوغرافية تخزنها في الذاكرة وتهبها اسم النظرة الأخيرة ؟؟

تتمنى لو أن هذه النظرة تطول ولا تنتهي تنمتد ولا تتقلص أبدا
تطول حتى تظن أن العمر كله لا يكفي لقياسها أو حسابها
رغم أن كل شخص في حياتك الآن هو عبارة عن مجموعة كاملة من نظرات الوداع الأخيرة
لكنك لا تنتبه لهذا أبدا …إلا حين يحضر الموت بكل مهابته
لتدرك أن هذا النظرة .. هي فعلا النظرة الأخيرة ؟؟

\
/

على حافة الوجع

كل من حولك من أشخاص عبارة عن لحظات متراكمة تساوي عمر محدود
و لك الحرية تماما في أن تقطف هذه اللحظات معه بكل دفء
أو أن تذكره يوما بكل دفء.. في إحدى هذه اللحظات ..؟؟

تائــــ,,,ـــــــــه

2 responses to “نظرة الوداع الأخيرة … هل تعرفها حقاُ …؟؟

شاركني برأيك.. ودعني أتنفس حرفك